جـوايـا طفـل بتـبهـره الأ لـوان
كان ياما كان..
جوايا طفل بتبهره الألوان
مسحور بلون البحور و ضفاير الفضة
اللي راسمها الموج في الرايحه و الصدّة
وإن عينه لامست شعاع الشمس في غروبها
يمسك طروف توبها
وتكهربه الدهشه
يبرق في قـلبه الجمال و يطير من الفرحة
بالخضرة و سط الغيطان
مزهزهة و طارحه
مركب في حضن النيل فارده القلوع رايده
وعيون بسحر الغرام جوّه الضلوع قايده
* * *
طفل مزاملني من زمان
في ضلوعي متخبي بأمان
لا الهم يقدر يخْيـِله
والحزن عمره ما دبـّـله
ولا كان بيكبر في الزمان
كنت أما بأفرح بأبقي سامع ضحكته
بترج أركان البدن
وتحرك البسمه الخجولة
تزقها علي شفتي
ولا كانشي أبداً يكتفي
إلا أما يسمع ضحكتي
م القـلب طالعه مرحرحة
وساعتها لو بصيت في عيني
سهل إنك تلمحه
بيشب يبرق فوق جبيني
والشقاوة ف ملمحه
و إكمنه مستحلي الحياة علي إنها فُرجة
لمعة عينيه أوقات بتطل من جوايا
ويوماتي يتسحّب يبص بشوق معايا
وصوابعه بتحسس وتستكشف ندايا
ويزن عايز يقرّب يحضن الأشياء
* * *
عشت السنين ما فارقني يوم
علي غربتي شاهد كتوم
وف يوم ما تغلبني الجهامة
وأبقي غارق في الهموم
ما يقولشي : تبقي أنت الملوم
وألاقيه في آخر اليوم بكفينه الصغار
سهران بيمسح دمعتي و يغني لطلوع النهار
و إكمنه واضح كالحسام
كنت أما أزوّق في المعاني ولاّ أجامل في الكلام
ينغزني من غير إحتشام
وأنا زي ماتقولوا بصراحة.. إتكلت عليه
بأسلك طريق الحياة
إللي يشاورلي عليه
ولا أشوفشي وجه الحقيقة
إلا بنني عينيه
ولا أدوقشي طعم القـُبل
إلاّ ببراءة صبي مدهوش ومستغرب
إلا بروح مبتدئ مربوك و متكهرب
* * *
وبرغم إن الحياة سرقت خُـطايا بعيد
ورغم زحف الوهن والشيبة والتجاعيد
لا وقفت يوم و حسبت لعمري بالسنوات
ولاخوفتش إني قريب من شاطئ الأموات
ما دمت حاسس شقاوة طفل جوايا
مشاركني فرحي و أسايا
غالب علي نظرتي ببشرته الغضّه
قادر يصون بهجتي بالدهشة و الخضّه
* * *
و ف يوم صحيت ملهوف دوّرت جوايا
مالقيتشي طفلي اللي عاش ع المُـرّه ويايا
ما لقيتشي طفلي اللي كان ساكن حمي ضلوعي
طفلي اللي طول سنوات ماخرجشي عن طوعي
من كتر حمل الهموم أتقال علي قلبي
فارقني ولا قالشي
ولا عدت باسمع نداه جوايا يحايلني
ولا فاتشي غير الحنين للشعر يقتلني
من يومها طعم الغرام مابقاش يشاغلني
ولا فضلت الألوان الزاهية تبهرني
ولا رق دمعك يا عين من حرقة الأشجان
وبإختصار القول .. ولـّت ليالي زمان
وف عيني شكل الكون بهتان و متلخبط
إسود علي أبيض
مرسوم بدون ألوان
ولقيتني داير منادي: طفلي الصغيّر تاه
كان سندي في رحلتي .. فارق وروحي معاه
أمانة مين يلقاه
يسمّعه غنوتي:
" دبلت غصون الأمان .. الساكنه وجداني"
" وفضل لي برعم أمل .. كمشان و متداري"
" يا هلتري موعود بالهجر والغربة "
" ولا الغصون هتبوح بالخضره من تاني "
* * *
د. طاهر كمال